منذ 2000 عام قبل الميلاد بدأت صناعة صابون زيت الزيتون والغار تنشأ في مدينة حلب السورية.
ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا وهذه الصناعة تزدهر وتتوسع ويزداد انتشارها على مدى العالم باتساعه وتنوع ثقافاته.
تاريخ صناعة صابون زيت الزيتون والغار
تعتبر صناعة صابون زيت الزيتون والغار من الصناعات التقليدية الشهيرة لمدينة حلب، ومنها انطلقت بأصالتها وأساسياتها.
وقد تفردت بعض العائلات الحلبية بإنتاج هذا النوع الفاخر من الصابون، وقد تم تجهيز مبانٍ قديمة (مصابن) تاريخية لصناعة هذا الصابون فيها.
واعتمدت الصناعة بشكل رئيس على مواد تصنيع محلية تنتجها عدة مناطق في سوريا، فزيت الزيتون الفاخر يأتي من شمال غرب مدينة حلب من مناطق إعزاز وعفرين وغيرها، وزيت الغار يأتي من غابات الجبال الساحلية قرب كسب.
أما المادة القلوية الأساسية في صناعته فتأتي من نبتة الإشنان المنتشرة في البادية السورية.
وبعد ذلك انتشرت صناعة صابون الغار وزيت الزيتون في كل المدن السورية، وكذلك في عدة دول حول العالم من الدول التي هاجر إليها السوريون وأهل حلب على وجه الخصوص.
صابون الغار في حلب
رحلة البدايات في صناعة صابون الغار بدأت من العصور الوسطى حيث ظهرت أولى ورشات أو مصابن صناعتته في حي باب قنسرين.
وكان شارع المصابن بعد ذلك يتجه من باب الجنان في مدينة حلب وحتى قلعة حلب ويضم أكثر من 20 ورشة ومصبنة.
وفي القرن السابع عشر تطورت صناعة صابون زيت الزيتون والغار في حلب لتنتقل من الورشات الصغيرة إلى المباني الكبيرة التي تستوعب كميات أكبر من الإنتاج الذي بات مشهوراً ومطلوباً.
وبعد ذلك اعتمد الصبانون في حلب على مبانٍ حديثة ومنشآت متطورة منتشرة في كل أنحاء المدينة، واختصت عائلات بأكملها بصناعة صابون زيت الزيتون والغار وإنتاجه.
امنح نفسك ومحبيك مجموعة مميزة من صابون غار حكاية تجمع كل العطور الأصيلة في علبة واحدة (هدية حكاية).
جولة في المصابن القديمة التقليدية
فرضت عملية صناعة الصابون نفسها على تصميم المبنى الذي سيتم صناعة الصابون فيه، فكانت كل المصابن متشابهة مع الاختلاف في الحجم.
مداخل المصابن مشابهة لمداخل الخانات، وهي ذات أسقف معقودة أو كقبب متصالبة يصل المرء من خلالها إلى باحة مستطيلة الشكل تخزن فيها المواد الأولية في صناعة الصابون من الزيت والغار والمواد القلوية.
ويوجد المرجل الذي يستخدم لطبخ الصابون في طابق تحت الأرض يمكن الوصول إليه عبر درج موجود في الباحة نفسها.
وهناك مستودعات وهي عبارة عن غرف صغيرة مقببة لحفظ المواد الأولية، ويتم طبخ الصابون في مساحة واسعة ذات أعمدة تضم أوعية المزج والطبخ.
ويتم تجفيف الصابون بعدها في الطابق العلوي من المصبنة حيث تم تجهيزه بتصميم يسمح بتلقي أكبر كمية ممكنة من الهواء، وتأمين طريقة جريانه بشكل مثالي.
إذ يتألف المكان من مساحات بين أقواس بصفوف متوازية، والمساحة بين الأقواس هي المكان المثالي لوضع الصابون الطري، أما المساحات المحجوزة بين الأقواس فهي لاستقبال الصابون المكعب.
وتحتاج قطع الصابون إلى مدة لا تقل عن تسعة شهور إلى السنة لتجف، ولذلك تكون المساحات كبيرة لاستيعاب كافة كمية الإنتاج، وتظل المنطقة عابقة برائحة الغار طوال العام.
نالت صناعة صابون زيت الزيتون والغار شهرتها الواسعة من عدة نواحٍ أولها الأصالة والتاريخ في الصناعة، إلى جانب المواد الطبيعية الصرف في صناعته، وثالثاً بتفرد الصناعة بالمكان وتصميمه المعماري.
******
تابع مدونة حكاية