
تسيطر في عصرنا الحالي المنتجات الكيميائية المصنعة بشكل كبير، ولكن رغم ذلك يظل صابون الغار وزيت الزيتون محافظاً على مكانته كخيار طبيعي آمن لكل أنواع البشرة وله مكانه المحفوظ في كل بيت من الشرق إلى الغرب من عالمنا الواسع.
فما سر هذا الصمود وهذه المكانة؟ ولماذا يحظى بهذا الانتشار العالمي رغم بساطة مكوناته والتقليدية في صناعته؟ سنعرف الإجابات في السطور القادمة من مقالنا هذا.
صابون الغار وزيت الزيتون تراث يمتد عبر آلاف السنين
يُقال أن من ليس له قديم فلا جديد له، وما لا يتجدد يفنى، وصابون الغار وزيت الزيتون تنطبق عليه هذه المقولات بشكل كبير، فهو صابون أصيل يعود لآلاف السنين، كما أنه يتطور في إضافاته وفي انتشاره وفي آليات تصنيعه مع المحافظة على أساسيات الصناعة ومبادئها، إذ يعتقد أن أولى صيغ الصابون ظهرت قبل أكثر من 4,000 سنة في بلاد ما بين النهرين، واستخدمت فيه الدهون والرماد لتحضير مناديل للتنظيف .
أما صابون الغار الحلبي فهو يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، ويصنع من مزيج زيت الزيتون وزيت الغار، وتعرفه الأجيال كرمز للصناعة التقليدية.
وعلى غرار حلب تفاخرت مدينة نابلس الفلسطينية بصابونها الخالي من الروائح، ومدينة مارسيليا الفرنسية بصابون الزيتون ذو الجودة العالية منذ قرون .
هذه الأصول الطويلة وربطها بالأساطير (مثل الملكة كليوباترا) تمنح الصابون قيمة لا تقدر وتجعله إرثًا حيًا في قلوب المستهلكين.
صابون الغار في دول العالم وتقاليدها
تنتشر ثقافة صابون الغار وزيت الزيتون في الكثير من دول العالم كتقليد متعارف عليه في المناسبات والأعراس.
ففي جنوب إيطاليا تستخدم العرائس صابون الزيتون ضمن روتين الجمال قبل الزفاف، لما فيه من ترطيب وحماية من الجفاف.
كما يستخدم صابون الغار الطبيعي عالمياً اليوم في التنظيف المنزلي، وفي علاج الجروح وتخفيف حساسية الجلد .
ونجد أن ثقافة صناعة الصابون اليدوي سواء صابون الغار الحلبي أو الصابون المغربي واليوناني عكست مدى نجاح المنتج التقليدي الطبيعي ودمجه في ثقافة الجمال والنظافة عالمياً.
مزيج الذهب الطبيعي.. زيت الزيتون والغار
زيت الزيتون “الذهب السائل“
يعرف زيت الزيتون عالمياً بمصطلح الذهب السائل نسبة لأنه غني بفيتامينات A وE وK وزيوت دهنية ترطّب وتعيد مرونة البشرة، كما تعمل كمضاد أكسدة لمحاربة علامات الشيخوخة .
وينشط زيت الزيتون إنتاج الكولاجين ويرمم الجلد، ويضاف بشكل فعال إلى علاجات البشرة الجافة مثل الأكزيما وحتى الشعر .
زيت الغار مضاد طبيعي ومهدئ
يحتوي زيت الغار على أحماض دهنية ومضادات أكسدة، وخصائص مطهرة ومضادة للالتهاب، مناسبة بشكل فعال لعلاج الحبوب والصدفية والتهابات الجلد .
كما أنه معروف بفعاليته في حماية البشرة من الالتهابات، وتليين فروة الرأس، وعلاج القشرة، ما دفع منظمة اليونسكو لإدراج صناعة صابون الغار الحلبي ضمن التراث غير المادي .
فوائد صحية وجمالية في صابون الغار وزيت الزيتون
ترطيب وحماية البشرة
صابون الغار وزيت الزيتون يعمل كمرطب دائم يترك الجلد ناعمًا حتى بعد الاستحمام، بفضل الطبقة الزيتية التي لا يزيلها بشكل كامل .
علاج البشرة الحساسة
يمتاز صابون الغار وزيت الزيتون بخصائصه اللطيفة التي تجعله مناسبًا للأطفال وكبار السن، وحتى الأشخاص الحساسين للمواد الكيميائية الصناعية حيث يقلل من الحكة والتهيّج .
مقاومة الالتهابات والعدوى
من فوائد زيت الغار أن له أثر مضاد للفطريات والبكتيريا، ويستخدم كعامل مساعد لعلاج الأمراض الجلدية.
لمسة مضادة للشيخوخة
تسهم الفيتامينات والأحماض في زيت الزيتون في تقليل الجذور الحرة وتحسين مرونة الجلد، ما يبطئ من علامات التقدم في العمر .
صديق البيئة والاستدامة
يصنع صابون الغار وزيت الزيتون من مواد قابلة للتحلل بالكامل، دون كحول أو عطور صناعية، ولا يستدعي عبوات بلاستيكية مرهقة للبيئة .
كما يعزز من الزراعة المحلية المستدامة، فزراعة الزيتون والغار تعتمد على تقنيات تقليدية منخفضة الأثر البيئي.
صمود طبيعي في وجه الصناعة
تظل صناعة صابون الغار وزيت الزيتون طبيعية وبسيطة وصديقة للبيئة والبشرة مقابل المنتجات التجارية التي تضاف إليها مواد كيميائية مثل الكبريتات والبارابين والسيليكون.
ولا تزول أهميته حتى مع ظهور مستحضرات عالية التقنية؛ بل على العكس يرتفع الطلب عليه كلما تزايد الوعي بالمواد الضارة.
صابون غار حكاية
يركز صابون غار حكاية على تقديم صابون غار عالي الجودة مع زيت الزيتون النقي، ويتم تصنيعه يدويًا بتقنيات تقليدية، خالٍ من الكحول والعطور الاصطناعية، غني بالروائح الشرقية الطبيعية الفاخرة ومناسبة للبشرة الحساسة.
يعود نجاح صابون الغار وزيت الزيتون وتفرده إلى تمازج التراث والعلوم، وتبني الخصائص الطبيعية الفريدة للزيتين، والتركيبات البسيطة المفعمة بالفائدة جعلته خيارًا عالميًا لكل منزل، يربطنا بالماضي، ويمنحنا جمالية صحية في الحاضر.
******
تابع مدونة حكاية