من العناصر الأساسية المستخدمة في صناعة صابون زيت الزيتون هي ماءات الصوديوم أو ما يعرف اصطلاحاً باسم هيدروكسيد الصوديوم أو الصودا الكاوية.
وتعتبر ماءات الصوديوم ذات الرمز الكيميائي NaOH من المواد الكيميائية الأساسية التي لا غنى عنها كمادة قلوية تحول زيت الزيتون الغني بالأحماض الدهنية والدهون إلى صابون منظف ومرطب للبشرة.
لماذا يستخدم هيدروكسيد الصوديوم تحديداً في صناعة صابون زيت الزيتون؟
السر في اختيارها هو في التفاعل الكيميائي المعروف باسم التّصبن، وهو عملية تفاعل بين الأحماض الدهنية الموجودة في الزيوت والدهون، وبين القاعدة القلوية القوية وهي هيدروكسيد الصوديوم، فهذا التفاعل يؤدي إلى تكوين أملاح الصوديوم للأحماض الدهنية، وهي المكون الأساسي للصابون.
بمعنى أن هيدروكسيد الصوديوم هو العامل المحفز الذي يجعل زيت الزيتون يتغير من مادة دهنية إلى صابون منظف ومرطب.
كيف تعمل ماءات الصوديوم في التصبن؟
تحضير المحلول القلوي
حيث تبدأ العملية بتذويب هيدروكسيد الصوديوم في الماء ولكن بعملية تتطلب الحذر الشديد لأن هيدروكسيد الصوديوم مادة كاوية للغاية وقد تسبب حروقاً كيميائية خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
فعند التفاعل مع الماء يطلق هيدروكسيد الصوديوم كمية كبيرة من الحرارة، لذلك يجب التحضير في وعاء مقاوم للحرارة مع تهوية جيدة أثناء إضافة ماءات الصوديوم تدريجياً إلى الماء وليس العكس.
خلط المحلول مع الزيت
بعد تبريد المحلول القلوي المحضر في الخطوة السابقة يتم إضافته ببطء إلى زيت الزيتون مع التحريك المستمر، وهذا الخلط يجب أن يكون دقيقاً ومنتظماً لضمان تفاعل كامل بين هيدروكسيد الصوديوم وزيت الزيتون.
التصبن الحقيقي
في هذه المرحلة تبدأ الأحماض الدهنية الموجودة في زيت الزيتون بالتفاعل مع هيدروكسيد الصوديوم، وينتج عن ذلك ماء وجلسرين بالإضافة إلى أملاح الصوديوم للأحماض الدهنية، وهي الصابون، وهذا التفاعل يستغرق وقتاً يمتد من عدة ساعات إلى عدة أيام ليتم بشكل كامل، اعتماداً على طريقة الصنع والظروف المحيطة.
مرحلة التصلب والتشكيل
بعد اكتمال عملية التصبن يصبح الخليط سميكاً ومتجانساً، ويتم صب هذا الخليط في قوالب أو أشكال مختلفة وتركه حتى يتحول إلى صابون صلب.
مرحلة التجفيف والمعالجة أو التعتيق
بعد تصلب الصابون يستخرج من القوالب ويقطع إلى ألواح أو أية أشكال أخرى، ويبدأ الصابون هنا بمرحلة التجفيف والمعالجة التي تأخذ من أسابيع إلى أشهر، وفي هذه العملية يتخلص الصابون من أية رطوبة زائدة فيه وتتكون بلورات الصابون بشكل كامل، مما يسمح بزيادة صلابته وتحسين خواصه في الرغوة والتنظيف.
أهمية الدقة في كمية ماءات الصوديوم
من المهم جداً عند صناعة صابون زيت الزيتون حساب كمية هيدروكسيد الصوديوم بناء على وزن زيت الزيتون المستخدم، واستخدام كمية غير كافية من هيدروكسيد الصوديوم قد يؤدي إلى عدم اكتمال مرحلة التصبن وبقاء زيت الزيتون في حالة عدم التفاعل، فيكون دهنباً وغير فعال.
وفي حال استخدام كمية زائدة من ماءات الصوديوم في صناعة صابون زيت الزيتون ممكن أن تجعل الصابون قاسياً جداً وكاوياً لجلد وغير آمن على الاستخدام.
وهنا تكون الخبرة مطلوبة بشكل كبير لحساب الكمية الدقيقة والكافية من ماءات الصوديوم لاستخدامها في صناعة صابون زيت الزيتون لضمان نتائج مثالية وفعالة.
اعتبارات السلامة عند استخدام الصودا الكاوية
لا نبالغ أبداً في التأكيد على أهمية التعامل بحذر شديد مع هيدروكسيد الصوديوم، فهذه المادة الكيميائية يجب التعامل معها وفق شروط صارمة من تهوية المكان بشكل جيد، وارتداء ملابس ونظارات واقية وقفازات مطاطية، وتجنب استنشاق الأبخرة الناتجة عن تفاعل الماء وهيدروكسيد الصوديومن وفي حال ملامسة المادة للجلد يجب غسل المنطقة المصابة بكمية وفيرة من الماء الجاري بشكل فوري.
ومن الجدير بالذكر أن هناك مادة أخرى شائعة الاستخدام في صناعة الصابون وهي هيدروكسيد البوتاسيوم، ولكن الأخيرة تستخدم في صناعة الصابون السائل، في حين أن هيدروكسيد الصوديوم يستعمل لصناعة الصابون الصلب.
بشكل عام فإن هيدروكسيد الصوديوم أو ماءات الصوديوم أو الصودا الكاوية بكل مسمياتها هي المادة القلوية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في صناعة صابون زيت الزيتون بشكل عالي الجودة مع الالتزام الكامل بمعايير السلامة والأمان والدقة في الحسابات أثناء عملية تحضيرها للحصول على نتائج مضمونة وفعالة.
******
تابع مدونة حكاية